الحاج الثمانيني علي قضى عمره وهو يحلم باليوم الذي سيرى فيه ابناءه يعيشون حياة كريمة لم يحظى هو بها واتت الحرب ليس فقط لتحطم حلمه بل لتزيد فوق سنوات عمره عبئا إضافيا. حولت الحرب زوجته واطفاله الى متسولين لتوفير قوت اليوم لهم ولمن يسكنون منزلهم.
الكهل الثمانيني لا يملك شيئا سوى منزل قد عاف عليه الزمان في عزلة عصفان وفي هذا المنزل ترى حلم طفوله يقتل وحلم اب يهدر وام مقهورة لا تعلم الى اين السبيل.
وهنا حكم الواقع عليهم حمكا قاسياً فيذهب الاطفال مع امهم للبحث عن قوت يومهم وهم يدقون على ابواب المنازل المجاورة واول ما يقع عليه نظرهم هو باب جارتهم يفتح وهي تودع ابناءها في طريقهم للمدرسة وهم يودعون امهم في طريقهم للتسول.
حُكم عليهم ان يحلموا بوجبة الغداء وان يسعوا جاهدين للحصول عليها، وبينما كانت طفولتهم تسرق منهم في وقت مبكر كانت امهم لا تملك خيارا سوى ان تكون لهم الاب والام العاجزة عن تحقيق أيا من احلامهم وجل ما تستطيع هو ان تتنازل عن وجبتها من الطعام لهم. بتوفيرنا سلات غذائية لهم ضمن برنامج ( توزيع المواد الغذائية الطارئة للنازحين والمجتمعات المضيفة ) استطعنا منح الاطفال فرصة العودة الى المدرسة وازلنا عنهم عبء البحث عن الغذاء وان كانوا لايزالون يعملون بعد دوام المدرسة لتغطية الاساسيات الاخرى في حياتهم.
ولازالت اسرة الحاج علي بحاجه لكثير من العون. بمساعدتنا الصغيرة احيينا الامل فيهم من جديد.